سيارات الدينو، أولى سيارات فيراري بمحرك وسطي، لم تكن تحمل شعار فيراري، مما أثّر على قيمتها لفترة طويلة. لكن الزمن تغيّر، وأصبح نموذج 206 GT من الموديلات المبكرة ذات القيمة العالية. كان ألبرتو فيراري، ابن إنزو فيراري البكر، مهندسًا واعدًا مهتمًا بمحركات السباق، ولكنه رحل عن عالمنا مبكرًا في عمر 24 عامًا. رغم ذلك، يعيش إرثه من خلال سيارة الدينو التي تحمل توقيعه، حيث إن هذه السيارة 206 GT تعد من أولى سيارات الطريق الدينو.
في الستينيات، كان وضع المحرك الوسطي نادرًا في السيارات، إلا أن لامبورجيني كانت السباقة بذلك مع ميورا. كان إنزو مترددًا بسبب مخاوف تتعلق بالسيطرة على السيارة في الطرقات، لكن الرد على بورشه 911 جاء مع إطلاق دينو 206 GT في 1967. جاءت بوزنها الخفيف وأدائها الفائق وجمال تصميمها لتكون فرصة للرد على التحدي.
صُنِعَ فقط 154 قطعة من 206 GT قبل أن يحل محلها 246 GT. تتميّز هذه النسخة بلونها الأزرق الفاتح المعدني، الذي يعزز روعة تصميمها. وفي عام 2018، أُجريت عملية ترميم كاملة للسيارة، شملت إعادة طلاءها بلونها الأصلي. السيارة تعتمد على عجلات كرودورا بقياس 14 بوصة ومكابح غيرلينج.
المحرك هو V-6 سعة 2 لتر، وقد تم تجديده أثناء عملية الترميم، ويستخدم نظام إشعال إلكتروني وكربوراتور ثلاثي من ويبر. وبالرغم من أن عدد أسطواناته يبلغ نصف محركات فيراري V-12، إلا أنه يُعد أحد الأحجار الكريمة لمحركات السيارات.
سُجلت السيارة في إيطاليا وظلت مع نفس العائلة لنصف قرن تقريبًا قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة منذ عامين، وهي توجد الآن في ولاية كاليفورنيا، محتفظة بصحائف التسجيل الأصلية مع قطع مسافة 72 ألف كيلومتر تقريبًا.
انتهى المزاد في 23 يناير، ليضفي مزيدًا من التميز على اسم الدينو كرمز لأصالة فيراري وذكريات لا تُنسى لمن يقودها.
سيارة فيراري دينو 206 GT 1969 تمثل مزيجاً فريداً من الإرث العائلي والابتكار الهندسي. بجمالها الخلاب ونُدرتها، تبقى هذه السيارة كنزًا لا يُقدّر بثمن في عالم السيارات.
